(23) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد|Mujma' Al-Zawa'id
اتخذ الحافظ الهيثمي لنفسه طريقاً لم يسلكه أحد قبله، ألا وهو جمع الزوائد، ولعله رائد الميدان في هذا الباب؛ حتى غدا المعين الذي نهل منه من جاء بعده، وسبب جمعه لهذا الكتاب المبارك كما أشار هو في مقدمته.. هي نصيحة شيخه العراقي؛ حيث قال: (وبعد: فقد جمعت زوائد «مسند الإمام أحمد»، و«أبي يعلى الموصلي»، و«أبي بكر البزار»، ومعاجم الطبراني الثلاثة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وجعل الجنة مثواهم كل واحد منهم في تصنيف مستقل، ما خلا «المعجم الأوسط» و«الصغير» فإنهما في تصنيف واحد، فقال لي سيدي وشيخي العلامة شيخ الحفاظ بالمشرق والمغرب، ومفيد الكبار ومن دونهم، زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن العراقي رضي الله عنه وأرضاه، وجعل الجنة مثوانا ومثواه: اجمع هذه التصانيف، واحذف أسانيدها؛ لكي تجتمع أحاديث كل باب منها في باب واحد من هذا.
فلما رأيت إشارته إليَّ بذلك.. صرفت همتي إليه، وسألت الله تسهيله والإعانة عليه، وأسأل الله تعالى النفع به؛ إنه قريب مجيب). ولا بد أن نشير إلى تدرج ذلك، فقد جمع أولاً زوائد «مسند أحمد» أي: الأحاديث الزائدة على الكتب الستة - وسماه «غاية المقصد في زوائد أحمد» في مجلدين.
ثم ثنى بكتاب «كشف الأستار من زوائد البزار»، ثم ثلث بزوائد «مسند أبي يعلى» وسماه «المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي». ثم صنف رابعاً زوائد «معجم الطبراني الكبير»، وسماه: «البدر المنير في زوائد المعجم الكبير، وختم ذلك خامساً بجمع زوائد المعجمين «الأوسط» و«الصغير»، وسماه «مجمع البحرين في زوائد المعجمين». ثم جمع ما تقدم من أحاديث هذه المؤلفات، فحذف أسانيدها، ورتبها على أبواب الفقه، وجمعها كلها في كتاب واحد وسماه:
«مجمع الزوائد ومنبع الفوائد»