التبيان في آداب حملة القرآن|Al-Tibyaah Fi Adaab Hamlatul Quraan
درَّةٌ تلمع في مكتبة الإمام النووي رحمه الله، وحسنة من جزيل حسناته التي تكاثرت ألسنة الحامدين بحمدها، وسطرٌ من سطور الأدب العملي خلَّدته بنانه في صحيفة خدمة كتاب ربنا عز وجل.تحدّث فيه عن أهلِ الله وخاصته من خلقه حملةِ كتابه سبحانه. والواجب في حقِّنا لهم من إكرام وتبجيل؛ إذْ أدرجت النبوة بجنباتهم إلا أنهم لا يُوحى إليهم. ثم عرض لغاية الكتاب، ألا وهي خلْعُ بُرودِ الآداب والتأدب بين يدي القرآن العزيز، والتحلي برفيع الأخلاق الظاهرة والباطنة إجلالاً وتمجيداً. ثم ذكر آداب الحافظ والقارئ، وآداب التلاوة. ثم إنه سرح في بيان أحكامها وتفصيل القول فيها، دون أن تمرَّ لطيفة من تلك اللواتي تُليِّنَّ الفؤاد إلا ويقيِّدُها ويفيد بها. والإمام لم يكتب «التبيان» لحافظ القرآن فحسب، بل هو لكل تالٍ للقرآن الكريم، ولكل مسلم أراد أن يتعرَّف مسالك الأدب مع هذا الكتاب العظيم. ثم ختم كتابه بسرد الآيات والسور المستحبة في أوقات وأحوال مخصوصة. وهو في ذلك كله يحفِّز القارئ على كثرة التلاوة، والحافظ على المعاهدة والمدارسة على الدوام.