إبهاج العقول شرح المنظوم بالمأثور في علم الأصول على مذهب الإمام مالك|Ibhaaj Al-'Uqool Sharh Al-Manthoom Bil-Ma'thoor Fi 'Ilm Al-'Usool
إن علم أصول الفقه هو واسطة النظام بين علمي الفروع والكلام ، وإليه تصبو الأئمة الأعلام ؛ لتحرير المسائل وتقرير الدلائل في معظم الأحكام
لقد علا كعبه على العلوم ، وامتاز به أهل الحجا والفهوم ، وبه عُرفت الدلائل والنقول ، وتُحال بواسطته الفروع إلى الأصول ؛ ليستبين الحق ويتضح ، وتبتهج الصدور وتنشرح
وإن علماً هذا وصفه . . لَحَرِيٌّ أن تُعبَّدَ طرق الوصول إليه ، وأن تتوجه قلوب الطلبة وأنظارها إليه
والطرق الموصلة هي الكتب والمؤلفات ، وخاصة تلك التي تمتاز بسهولة العبارة وحل المعقَّد وشرح المعمَّى دون تطويل ممل ، ولا اختصار مخلٍّ
ولقد جمع كتابنا هذا المجد من أطرافه ؛ لأنه حوى روائع في فن أصول الفقه نظماً ونثراً لعلماء أجلة
فهو عبارة عن ثلاثة أعمال قيمة للأئمة الأعلام : ابن جزي ، وابن عاصم ، والشنقيطي ؛ فقد ألف الأول مختصراً في أصول الفقه على مذهب إمام المدينة مالك رحمه الله تعالى ، ثم نظمه الثاني نظماً ميسَّراً حوى جل معانيه ، ثم علق عليه الثالث تعليقاً علمياً راقياً
أراد الشيخ إبراهيم بن شعيب رحمه الله تعالى أن يجمع بين الثلاثة ؛ ليكون المجموع مدرسة لأصول الفقه المالكي ، يربي عند الطلاب ملكتهم الأصولية في المرحلة التالية للمراحل الأولى في دراستهم لهذا الفن
فاستقامة منهج ابن جزي وشمولية جمعه ، وحسن ترتيبه وتنسيقه ، مع سلاسة نظم ابن عاصم وعذوبته واستيعابه ، مضافاً إليهما غزارة علم الشنقيطي وبراعة شرحه لمسائل الفن . . كلُّ ذلك يعين الطالب على دراسة الأصول دراسة مجدية ، يحصل منها فوائد جمة تأخذ بيده لإدراك أسرار هذا الفن
ونزيدك من الشعر بيتاً فنقول : وتوفيق الله للعلامة إبراهيم بن شعيب على هذا الجمع . . أعظم دليل على جلالة قدره وبُعْد نظرته ، شكر الله له صنيعه ونفع به ، وأنزل على قبره شآبيب الرحمة